dimanche 25 juillet 2010

انقذو الأرض انها بيتنا الوحيد


هل تعلم؟ أن محيط الارض يبلغ40.000كلم2 وأن مساحتها تبلغ510.000.000كلم2 وان حجم المياه بها 71% وأن حجم اليابسة 29% ويوجد اغلب اليابسة في النصف الشمالي بنسبة 20% وفي النصف الجنوبي 9% منذ بداية الخلق يعيش الإنسان في دوامة مغلقة تتمثل في بقاء التوازن بين حاجات البشر غير المحدودة ومصادر الطبيعة المحدودة ، فرقعة الأرض محدودة للمأوى و محدودة لإنتاج المواد الغذائية ، كما تشكل المياه العذبة الصالحة للشرب أقل من 1% من مجموع المياه على سطح الكرة الأرضية بالرغم من أن 7/8 من مساحة الأرض مغطاة بالمحيطات والبحيرات (المياه المالحة) حتى أن بعض العلماء يميل لتسمية الأرض بالكوكب الأزرق بدلاً من الكوكب الأخضر ، أما بدون الهواء النظيف لا يعيش الإنسان إلا لدقائق محدودة. وليس للهواء حدود دولية كما أن قدرة الغلاف الحيوي محدودة لامتصاص الملوثات لهذا فان اي اختلاف في نوعية الهواء ومكوناته لا تشكل تهديداً للدولة فقط وإنما تتأثر بها الدول المجاورة وربما سكان الكرة الأرضية قاطبةً ، وقد شبه احد العلماء (بولدنك) الكرة الأرضية بسفينة فضاء وان أي خلل في جزء منها قد يشكل اختلالاً في توازنها مما يؤدي إلى تحطمها وهلاكها . وقد كانت القبائل والبدو الرّحل وبعض الحضارات القديمة في الماضي ترحل عن المناطق التي يتلوث فيها الكلأ والمياه ولا تعود إليها إلا بعد فترة من الزمن تسمح للبيئة بأن تستعيد عافيتها ، وهذه الهجرة تعد أول طريقة لمعالجة تلوث البيئة . والواقع الإنسان لم يكن ملوثاً للبيئة في نسبة 98% من مدة وجوده على سطح الارض، وإنما أصبح ملوثاً بعد ظهور الثورة الصناعية والتكنولوجية التي رافقها الانفجار السكاني الهائل ، ومازال إنسان هذا العصر يبدي إصرارا عجيباً على تدمير مصادر بيئته وكأنها عدوه اللدود مما أدى إلى اختلال واستنزاف خطير في مكوناتها ، وألزم العالم بأن يتنادى لعقد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية في استوكهولم سنة (1972) وهو أول مؤتمر عالمي للبيئة يظهر وعياً بأن مستقبل التنمية وبقاء الجنس البشري أصبح محفوفاً بأخطار متزايدة وناشد المؤتمرون بضرورة إرساء دعائم فكر بيئي جديد يدعو للتعايش مع البيئة والتوقف عن استغلالها بنـَهم وشراهية ، واتفق المؤتمرون بأن الإنسان هو المصدر الرئيسي لتلوث البيئة من جهة وضحيتها من جهة أخرى . كما أشار مؤتمر الأرض الذي عقد في ريو - البرازيل ( 1992) بضرورة وضع ميثاق عالمي للبيئة مبني على عقد دولي يستند إلى جوهر كرامة البشر والى المصالح المشتركة بين الشعوب من أجل بيئة أكثر إنسانية ومستقبل أكثر عدلا للأجيال القادمة ، وتتلخص روح المؤتمر في السعي لتحقيق التنمية المستدامة وتبني السياسات لإيقاف تدهور البيئة ومعالجة الأضرار التي لحقت بها، بخاصة والانسان يعيش مرحلة جديدة سميت بالانفجار السكاني حيث من المتوقع زيادة عدد سكان العالم إلى 5,8 بليون نسمة في عالم 2025 وإلى 5,11 بليون نسمة عام 2050 . ومع تزايد انتقال الانسان من القرية للعيش في المدن فقد حمل معه مشكلات من نوع من استعمالات الأراضي الخاطئة ، وتقليص الغابات ، وتراجع في الثروة المائية ، وتناقص في التربة الزراعية ، والضجيج ، وتلوث الهواء وغيرها، وبالرغم من مشاكل المدينة المتعددة فإن نسبة التحضر ارتفعت من 45% إلى 65% أو أكثر ما بين عامي 2000 و 2025 . وتضاعف عدد المدن الكبيرة بالعالم والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة فمثلاً كان هناك ''4'' مدن سنة 1850 وأصبحت ''75'' مدينة سنة 1950 وتضاعفت إلى ''273'' مدينة سنة 1990 ومن المتوقع أن تصل إلى ''1000'' مدينة سنة 2050 . وأصبحت ظاهرة المدن المنتفخة ( وهي المدن التي يزيد عدد سكانها عن 10 مليون نسمة ) من أهم ملوثات البيئة في العصر الحديث وقد ارتفع عددها من 24 مدينة في سنة 1970 إلى 85 مدينة سنة 2000 ''يقع نسبة80% منها في الدول النامية'' . كما يتنبأ العلماء بأن 75% من سكان الكرة الأرضية سيعيشون في المدن بحلول عام 2025 ، وكنتيجة حتمية لهذا التطور الحضري الهائل سوف نورث أجيالنا القادمة مدناً ملوثة موبوءة بكثير من المشاكل البيئية والاجتماعية والاقتصادية والمناظر غير المقبولة والمؤذية . وفي العقدين الماضيين ... تنامي حجم المشكلات البيئية وتغيّرت من تأثيرها المحلي إلى بعدها العالمي أو الكوني وأصبح حديث الستينيات عن مشاكل التصحر وتدهور التربة وتقلص حجم الغابات وانقراض الحيوانات إلى الحديث في التسعينيـــات عن المطـــر الحمضي وطبقـــة الأوزون والانحباس الحــراري أو ( الاحترار العالمي ) وربط العلماء هذا الاحترار بأنشطة بني الإنسان أفراداً - وشركات -ودولاً - حيث حدد العلماء أربعة آثار سلبية في البيئة لهذه المرحلة منها : تردي إنتاجية المنتجات الزراعية نضوب وانحصار الموارد المائية الصالحة للشرب. تردي المستويات الصحية ونوعية الحياة رغم تقدم القدرات العلمية الطبية. دخول التأثيرات المناخية في مرحلة التهديدات الخطرة المباشرة على استمرارية وديمومة الحياة على هذا الكوكـب . فمن منا لم يستغرب تقلب مناخ الكرة الأرضية بغير نذيـر بين قيظ قاسٍ وبرد قارص وبين فيضانات غامرة وموجات جفاف حارقة أو بين أعاصير جامحة وحرائق غابات مهلكـة، ويعتقد العلماء أن التفسير الأقرب لهذه الفوضى المناخية هي ظاهرة الإنحباس الحراري أي بمعنى آخر هو احتباس الحرارة داخل مجال الأرض الحيوي مما يؤدي بالتالي إلى سخونة سطحها بصورة غير اعتياديـة . وتعتبر ظاهرة الانحباس الحراري .. ظاهرة طبيعية وبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الكرة الأرضية إلى ما بين 15 إلى 19 درجة تحت الصفـر حيث تقوم هذه الغازات المحتبسة في الغلاف الجوي المحيط بالأرض بامتصاص الأشعة تحت الحمراء وتحبسها في الغلاف الحيوي المحيط في سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة من الشمس على سطح الأرض ، ومن أهم هذه الغازات.. بخار الماء ، ثاني أكسيد الكربون ، الميثان ، وأكسيد النايتروز مع بعض الغازات الأخرى المخلقة كيميائياً والتي تتضمن aالكلوروفلوروكربون CFCS '' ، ونظراً لذلك سميت هذه الغازات(بالغازات الدفيئة ) وعند ارتفاع نسبة هذه الغازات الدفيئة في الغلاف الحيوي تؤدي إلى احتباس كمية أكبر من الأشعة الشمسية مما يؤدي إلى ارتفاع أكبر في درجـة الحــرارة ، والعكس صحيح إذ كان العالم يتنبأ بموجات الصقيع عندما تنخفض نسبة هذه الغازات الدفيئة كما حصل في منتصف القرن التاسع عشر . ولقد أدى ظهور الثورة الصناعيـة وزيادة اعتماد الناس على الوقود الأحفوري (البترول والفحم) لإنتاج الطاقة الذي رافقه انفجار سكاني هائل إلى زيادة نسبة هذه الغازات في الغلاف الحيوي أكثر من النِسب الطبيعيـة التي تستطيع عناصر البيئة التكيف معها مما أدى إلى ظهور ماسمّيَ ''بظاهرة الانحباس الحراري '' و التغييرات المناخية على الكرة الأرضية ، وقد كان للتحذير الحاد الذي أعلنته هيئة مستشاري تغييرات المناخ التابعة للأمم المتحدة ''IPCC'' حول احتمال زيادة التأثيرات المناخية من ظاهرة الانحباس الحراري صدى واسع ليس فقط في الأوساط العلمية بل أيضا في الأوساط السياسية وأكد التحذير أن المتسبب الرئيسي في زيادة درجة الحرارة على سطح الكوكب هو التلوث الهوائي الناتج عن الأنشطة الإنسانية المختلفة واستمرار انبعاث غازات الدفيئة وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون عن مستواه الحالي والذي يمثل 63% من الغازات الدفيئة الملوثة ، مما ألزم الدول الصناعية بأن توافق على ضرورة خفض انبعاث الغازات الملوثة بحلول سنة 2010 بنسبة 2,5% عن معدل مستوى الانبعاث لسنة 1990 ، علماً أن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت التوقيع على البروتوكول مع أنها تعتبر أكبر دولة صناعية . وأمام هذه الصورة القاتمة أعلن خبراء البيئة الاستنفار وقرعوا الأجراس في كل مكان منبهين إلى مخاطر الإنحباس الحراري على الصعيد المحلي والعالمي ، لذلك انعقدت المؤتمرات والندوات الدولية على أعلى المستويات وبحضور عدد كبير من رؤساء الدول لرسم الخطط والبرامج لكبح جماح التلوث وعقدت عدة اتفاقات دولية للتغييرات المناخية منها اتفاق مونتريال للتغييرات المناخية واتفاقية كيوتو لتخفيض انبعاث الغازات الدفيئـة والاتفاقية الدولية للمحافظة على طبقة الأوزون ، وأمام هذا السباق المحموم بين العلماء والسياسيين وأصحاب القرار.. ظهرت جدلية كبيرة حول أسباب ظاهرة الانحباس الحراري والتغييرات المناخية . وقد أكد المؤيدون للظاهرة أن من أهم المسببات لظاهرة الانحباس الحراري هو زيادة نسبة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي التي تؤدي إلى احتباس كمية أكبر من الأشعة الشمسية ينتج عنها ارتفاع درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بصورة أعلى عن معدلها الطبيعي ، ويطالب مؤيدو هذه الفكرة بالخفض السريع والفعال لنِسب انبعاثات غازات الدفيئة وأهمها ثاني أكسيد الكربون وذلك عن طريق زيادة استخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة باطن الأرض في إنتاج الطاقة النظيفة بدلاً من استخدام الوقود الأحفوري ، ولكن واقع الحال يظهر أن إنتاج الطاقة النظيفة لم تتجاوز نسبته العالمية أكثر من 2% . ويتخوف المؤيدون للظاهرة من نتائج ارتفاع الحرارة التي قد تؤدي إلى قلة الأمطار في المناطق الجافة وشبه الجافة مما يخلف وراءه مشاكل كبيرة في موارد المياه ، كما يعتقد بعض العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة سيعجل بارتفاع منسوب المياه في البحار والبحيرات والمسطحات المائيـة الأخرى بمعدل يصل إلى 65 سم مع تناقص التواجد الثلجي في القطبين المتجمدين نهاية القرن الحالي . ومما يعني غرق بعض الجزر المنخفضة والمناطق الساحلية ، وبالتالي تشريد الملايين من البشر بالإضافة للخسائر الاقتصادية والاجتماعية الفادحـة . أما المعارضون فيرون أن هناك العديد من الأسباب التي تدعو لعدم التأكد من تسبب زيادة ظاهرة الانحباس الحراري في ارتفاع درجة حرارة الأرض بل أن منهم من ينفي وجود ارتفاع في الحرارة ويستندون في ذلك على الدورات الطبيعية المتتالية في الارتفاع والانخفاض لدرجات الحرارة على وجه الأرض عبر القرون السابقة ، ويعتقدون أن المعرفة العلمية ما زالت ضئيلـة لمعرفة تأثير وتداخل عدد كبير من المؤثرات مما يصعب معه أو قد يستحيل التنبؤ بالتغييرات المناخية طويلة الأمد ، ويدافعون عن رأيهم بأن درجة حرارة سطح الكرة الأرضية لم ترتفع أكثر من درجة حرارة واحدة عن معدلها الطبيعي في نهاية القرن الماضي . وقد ظهرت حركة جديدة تنادي بأن السبب الرئيسي لارتفاع درجة حرارة الأرض هو الرياح الشمسية التي تؤدي بمساعدة المجال المغناطيسي للشمس إلى الحد من كمية الإشعاعات الكونيـة التي تخترق الغلاف الجوي للأرض والتي تحتوي على جزيئات عالية من الطاقة تقوم بالاصطدام بجزيئات الهواء مما تشكل نواة لأنواع معينة من السحب قد تساعد على تبريد سطح الأرض ، وينصح أصحاب هذه الفكرة العالم بدلاً من ذلك بضرورة توفير المبالغ المالية في تنقية هواء المدن المزدحمة من الغازات السامة أو تنقية مياه الشرب لشعوب العالم الثالث . أما البعد التاريخي للمأزق البيئي فيؤكد أن كل التغيرات الجوهرية الحاسمة التي جرت على هذه الأرض إنما حدثت بسبب التغيرات المناخية التي تنتاب الكرة الأرضيـة بالتتالي بين صقيع متجمد وسخونة حارقة ... وبين جفاف مجدب ... أو طوفانات مغرقة كانت تظهر منذ ظهور الاحياء على هذه الأرض ، وفي التاريخ البشري المعروف مثلت الاوبئة ومن ثم الحروب والصراعات الأسباب الأساسية لإبادة الملايين من سكان الأرض كما مثـّل الصيد الجائر وانعدام مصادر الغذاء وتقلص الغابات سبباً جوهرياً لانقراض العديد من الكائنات الحية الأخرى حتى ظهور عصر التلوث والتلويث. الذي عاد ليؤكد أن الأسباب المناخية هي العامل الأكثر فتكاً ودماراً بين كل العوامل الأخرى إذا ما أضفنا إليها هزات الأرض وزلازلها والبراكين التي تثور فيها من حين لآخـر . وحتى الآن لم يجد العلماء إجابة حاسمة عن سبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في العقد الأخير، هل هو الإحتباس الحراري؟ أم هي الرياح الشمسية ؟ أم لا يوجد ارتفاع غير طبيعي في درجة حرارة الأرض ؟ إلا أن الواضح أن العالم في حاجة ماسة إلى تخفيض الملوثات بجميع أشكالهـا ، سواء في الماء أو الهواء أو التربة ، للحفاظ على صحة وديمومة ساكني هذا الكوكـــب . وفي هذا العام مُنحت جائزة ألفريد نوبل النرويجية إلى اللجنة الدولية للتغييرات المناخية التي تضم في عضويتها أكثر من 2000 عالم مهتمين بقضية الانحباس الحراري والتغييرات المناخية، مناصفة مع آل غور نائب الرئيس الأمريكي السابق على اعتبار أنه من أهم المدافعين عن ظاهرة الانحباس الحراري ونشره عدة كتب وأفلام وثائقية وجولاته العالمية للتنبيه عن مخاطر هذه الظاهرة وتأكيده المستمر على أن ظاهرة الانحباس الحراري وعلاقتها بالتغييرات المناخية قد تؤثر على نوعية الحياة والسلم العالمي للكرة الأرضية .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire